You Are Here: Home»صحافة»تغيير قواعد الاشتباك وضوابطه
تغيير قواعد الاشتباك وضوابطه
كان أمراً مفرحاً أن يرى المواطن العربي والسوري خصوصاً إسقاط الطائرة الإسرائيلية ف 16 بعد تنفيذها غارات داخل الأراضي السورية. فالمواطن العربي ملّ تعويذة بأن سورية ستحدد مكان وزمان الرد بعد كل عدوان على أراضيها، وهي تعويذة مستمرة منذ أكثر من أربعة عقود، كان النظام البعثي خلالها يتولى مهمة حماية الحدود الإسرائيلية – السورية ويجعل من جيشه حرس هذه الحدود. لكن ما رافق إسقاط الطائرة من احتفالية انتصارية وإعلانات بتغيير قواعد اللعبة ودخول النظام السوري مرحلة جديدة في العلاقة مع الاعتداءات الإسرائيلية، وتصوير ما حصل بنهاية مرحلة وبداية مرحلة… كلها شعارات تحتاج الى تدقيق لتبيان الحقيقي في التغير والشكلي منه.
من المشروع طرحُ سؤال: لماذا لم ترد سورية خلال السنوات السابقة على الغارات الإسرائيلية التي فاقت المئات فيما ردت عليها اليوم؟ هل كانت تفتقد الى وسائل الدفاع اللازمة سابقاً وحصلت عليها اليوم؟ وهل هناك تغير حقيقي في القرار الاستراتيجي السوري ينهي مرحلة التفرج لينتقل الى مرحلة الهجوم؟ النظام السوري اليوم هو الأضعف على اتخاذ القرارات المستقلة وتحديد مسار العلاقات العسكرية مع القوى الإقليمية والدولية. لذا لا ينفصل الحدث الأخير عن الصراعات الإقليمية والدولية الدائرة على الأرض السورية، ومعها الحروب البديلة التي يخوضها كل طرف ضد الطرف الآخر.
لم يكن لإسقاط الطائرة الإسرائيلية أن يمر لولا الموافقة الروسية على إطلاق زخات الصواريخ على المعتدين. افتقد نظام بشار الأسد منذ زمن سلطة اتخاذ مثل هذه القرارات. ولم يك